التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن

التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

تعد الغدد اللمفاوية جزءًا من جهاز المناعة في الجسم البشري، وهي تلعب دورًا رئيسيًا في محاربة العدوى والأمراض. تتوزع هذه الغدد في مختلف أنحاء الجسم، وتوجد في أماكن متعددة مثل الرقبة، الإبطين، الفخذ، وخلف الأذنين. يحدث أحيانًا أن تتورم هذه الغدد وتصاب بالالتهاب نتيجة لمجموعة من الأسباب التي تتراوح من العدوى البسيطة إلى الحالات الأكثر تعقيدًا. في هذا المقال، سنتناول موضوع التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن، حيث يُعتبر هذا النوع من الالتهاب من بين الحالات التي يمكن أن تسبب القلق عند العديد من الأفراد.

ما هي الغدد اللمفاوية؟

الغدد اللمفاوية هي أعضاء صغيرة تشبه الحبوب وتوجد في جميع أنحاء الجسم، وهي جزء من الجهاز اللمفاوي الذي يساهم في حماية الجسم من الأمراض. يتدفق السائل اللمفاوي عبر الأوعية اللمفاوية ويحتوي على خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى. عندما يصاب الجسم بعدوى، تنشط الغدد اللمفاوية في المنطقة المعنية وتبدأ في مكافحة المرض، مما يؤدي إلى تورم هذه الغدد.

الغدد اللمفاوية التي تقع خلف الأذن هي جزء من سلسلة الغدد اللمفاوية في منطقة الرأس والعنق، وتسمى “الغدد اللمفاوية خلف الأذنية” أو “الغدد اللمفاوية خلف الأذن”. تعتبر هذه الغدد مسؤولة عن تصفية السائل اللمفاوي القادم من الأذن، فروة الرأس، والوجه.

أسباب التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن

يحدث التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن نتيجة لعدة أسباب قد تكون مرتبطة بعدوى أو أمراض أخرى. من أبرز الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب هذه الغدد:

1. العدوى الفيروسية

العدوى الفيروسية هي من الأسباب الرئيسية لالتهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن. بعض الفيروسات يمكن أن تصيب الأذنين أو الجهاز التنفسي العلوي، مما يؤدي إلى تورم الغدد اللمفاوية. من أبرز الفيروسات التي قد تسبب التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن:

• فيروسات البرد والإنفلونزا: الفيروسات التي تسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية في الرأس والعنق، بما في ذلك الغدد خلف الأذن.

• فيروسات مثل فيروس إبشتاين-بار (EBV): يتسبب هذا الفيروس في مرض كثرة الوحيدات (مرض التقبيل) وقد يؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية.

• فيروس الهربس البسيط: يمكن أن يؤدي هذا الفيروس إلى التهابات في الأذن والوجه، ويصاحب أحيانًا تورم الغدد اللمفاوية.

2. العدوى البكتيرية

على الرغم من أن العدوى الفيروسية هي الأكثر شيوعًا، إلا أن العدوى البكتيرية قد تكون أيضًا سببًا لتورم الغدد اللمفاوية خلف الأذن. يمكن للبكتيريا أن تصيب الأذن الوسطى أو الأذن الخارجية، مما يؤدي إلى التهاب الأذن وتورم الغدد اللمفاوية. من أبرز البكتيريا التي يمكن أن تسبب هذا النوع من العدوى:

• بكتيريا ستافيلوكوكس: قد تصيب الأذن أو الجلد حول الأذن، مما يؤدي إلى التهاب الغدد اللمفاوية.

• بكتيريا ستربتوكوكس: هي نوع آخر من البكتيريا التي قد تؤدي إلى التهابات في الأذن، وتسبب تورم الغدد اللمفاوية خلف الأذن.

3. التهابات الأذن الوسطى أو الأذن الخارجية

التهابات الأذن سواء كانت في الأذن الوسطى أو الأذن الخارجية تعتبر من الأسباب الشائعة لالتهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن. فعند إصابة الأذن بعدوى، يبدأ الجسم في إرسال خلايا الدم البيضاء لمحاربة العدوى، مما يؤدي إلى تورم الغدد اللمفاوية في المنطقة المجاورة.

4. الأمراض الجلدية في منطقة الأذن

بعض الأمراض الجلدية التي تؤثر على الأذن يمكن أن تؤدي إلى تورم الغدد اللمفاوية خلف الأذن. على سبيل المثال:

• الدمامل أو الخراجات الجلدية: يمكن أن تؤدي العدوى الجلدية في منطقة الأذن إلى التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن.

• الصدفية: مرض جلدي مزمن يمكن أن يؤثر على الأذن ويسبب تورم الغدد اللمفاوية في المنطقة المحيطة.

5. أمراض سرطانية

في بعض الحالات النادرة، قد يكون التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن نتيجة لمشاكل أكثر خطورة مثل السرطان. يمكن أن تنتشر بعض أنواع السرطان، مثل اللوكيميا أو الأورام اللمفاوية، إلى الغدد اللمفاوية وتؤدي إلى تورمها. قد يصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل فقدان الوزن المفاجئ، التعرق الليلي، والشعور بالإرهاق الشديد.

6. مشاكل الأسنان أو التهابات الفم

التهابات الأسنان أو اللثة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن. التهابات الأسنان أو الخراجات في الفم قد تسبب التورم في الغدد اللمفاوية القريبة منها.

أعراض التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن

أعراض التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن قد تتفاوت بناءً على السبب الرئيسي وراء الالتهاب. بعض الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الشخص تشمل:

• تورم مؤلم أو غير مؤلم في المنطقة خلف الأذن: قد يكون التورم صغيرًا أو كبيرًا حسب شدة الالتهاب.

• احمرار الجلد في منطقة التورم: قد يظهر الجلد حول الغدد اللمفاوية ملتهبًا أو محمرًا.

• ألم عند لمس المنطقة المصابة: قد يكون الألم خفيفًا إلى متوسط، وقد يزداد عند الضغط على المنطقة المصابة.

• ارتفاع درجة الحرارة: في بعض الحالات، قد يصاحب التهاب الغدد اللمفاوية ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى) خاصة إذا كانت العدوى بكتيرية.

• صعوبة في سماع الصوت أو ألم في الأذن: إذا كانت العدوى مرتبطة بالأذن، قد يلاحظ الشخص مشاكل في السمع أو ألمًا في الأذن المصابة.

• الإرهاق العام: قد يشعر الشخص المصاب بحالة من التعب والإرهاق نتيجة التفاعل المناعي للجسم مع العدوى.

تشخيص التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن

تشخيص التهاب الغدد اللمفاوية خلف الأذن يتطلب زيارة الطبيب المختص، الذي سيقوم بتقييم الحالة الصحية للمريض وإجراء بعض الفحوصات لتحديد